اليوم سوف يعلن تجميد خفض القوات الاميريكية في العراق

اللعبة هنا تتكشف عن حقيقة السبب وراء تصعيد الاحتراب بين
اطياف ومكونات الشعب العراقي ؟ وتكشف ايضا عن حقيقة اتعس ان
هذه الاطياف ان كانت عرقية او دينية هي ادوات تستخدم لهذا
الغرض ؟

ان تعميق الجرح العراقي بديمومة الاحتراب وتصعيده على يد هذه العناصر المدعية التحرير من الاحتلال كلما بانت من بعيد بادرة التهدءة والاستقرار النسبي في الحالة الامنية على الارض العراقية ليست الا ادوات بيد الاحتلال وفق برمجة وسيناريو مرسوم مسبقا لتحقيق هدف الاحتلال من غزوه لوطننا وهو البقاء هناك رغم القيل والقال الدائر بين جنبات الدوائر والمؤسسات العسكرية الاميريكية وماتتناوله اجهزة الاعلام هناك بضرورة انهاء التواجد العسكري او تخفيض نسبة هذا التواجد لان هذه المؤسسات العسكرية فشلت في تحقيق الاستقرار والامن والسلام المنشود على ارض العراق وكل هذا اللغو الدائر حول الموضوع من خسائر تتكبدها القوات الاميريكية في الارواح والاموال مما يثقل كاهل الادارة الاميريكية الخ او انغراس اقدام الادارة الاميريكية في الطين العراقي ماهو الا سياسة مخادعة لذر الرماد في العيون لتاكيد حقيقة ان اميريكا متورطة في غزوها للعراق؟
لان كل اطياف السياسة الاميريكية الاخرى والتي تولول وتشيع رفضها لبقاء القوات الاميريكية في العراق هي ايضا من نفس النسيج العام للسياسة الاميريكية ولاتختلف اجندتها عن اجندة الادارة الحالية ان كانت في السلطة مباشرة او خلف الكواليس ؟
اما الميليشيات المتصارعة في العراق هي ايضا تكشف في هذه اللعبة القذرة عن وجهها القبيح وتؤكد انها الاداة والوسيلة التي تحقق بواسطتها العسكرية الاميريكية اهدافها كلما تجمع الضغط الشعبي والدولي العارم لاكراه الاحتلال على الانسحاب او وضع حل للفوضى المشاعة بالعراق بتجديد المعارك وباشكال مرعبة ترسم صورة الياس التام بعودة الهدوء الى هذا البلد المنكوب اي انها تتحرك اي هذه الميليشيات بامر من الاحتلال نفسه وباشارة منه لاننا نرى وبوضوح حتى الاعمى لاتخفى عنه هذه الحقيقة ان اي تاجيج في الاقتتال والاحتراب بين ميليشيات المعارضة او بين الميليشيات المشاركة بالحكم مع بعضها البعض او مع الدولة والقوات الامنية العراقية تكون القوات الاميريكية بعيدا في موقف المتفرج لاغير ؟
واليوم سيعلن مسيو بوش رئيس جبهة تحرير عبيد العالم من الرق الذي يكبس على انفاسهم انه سيجمد اي تطلع الى خفض حجم تواجد القوات الاميريكية في العراق والعكس صحيح ربما في الغد وفي مناسبة اخرى وبسيناريو احتراب جديد ومعارك اشرس سيطلب الاخ بوش زيادة عدد القوات الاميريكية هناك ؟
على القوى الوطنية العراقية ان كانت حقا وطنية وليست عميلة وليست الاداة لتي يستخدمها الاحتلال في تبريراته المتكررة ان عودة الامن والسلام الى العراق بات مستحيلا وان خروجه من ارض العراق بات اكثر استحالة وان يتفهموا حقيقة واحد مطلقة لاتخفى على احد ان الادارة الاميريكية العسكرية حولت العراق الى فيتنام جديد لاغير وفتنمة الحرب في العراق عراقي في عراقي والموت يجمعهما معا اي كانت اهدافهم وان عليهم اللجوء الى تحكيم العقل والكف عن هذا الصراع الدامي والتوجه الجدي نحو المصالحة لقطع الطريق على اتمام السيناريو المرسوم لبلدنا وشعبنا وقبره نهائي والعودة متحدين منتضامنين لاعادة اعمار البلد .
ان هذا الاعلان هو واحد من اجندة الادارة الاميريكية لا من اجل ادامة الاحتلال فحسب بل من اجل ادامة الصراع وسفك الدم العراقي تحقيقا لمقولة الطاغية الارعن . وهم اي المحتلين لايريدون غير الارض وخيراتها ؟ اما الشعب فليذهب الى الجحيم ؟

نوئيل عيسى
10/4/2208